سؤال 4) ما أهمية التصوّف؟

الجواب: قال العلامة “المنجوري” رحمهُ الله تَعالى في ذلك: والتصوّف: علمٌ يُعرفُ به كيفية تصفيةِ الباطنِ من كدوراتِ النّفس، أي عيوبِها وصفاتِها المذمومة كالغلِّ والحقدِ والحسدِ والغشِّ وحبِّ الثناءِ والكِبَر والرِّياءِ والغضبِ والطمعِ والبخلِ وتعظيمِ الأغنياء والاستهانةِ بالفقراء، لأنَّ علمَ التصوّف يطّلع على العيبِ والعلاجِ وكيفيّته، فبعلمِ التصوّف يُتوصّل إلى قطعِ عقباتِ النَّفسِ والتنزهِ عن أخلاقِها المذمومةِ وصفاتِها الخبيثة، حتّى يتوصّل بذلكَ إلى تخليةِ القلبِ منْ غيرِ اللهِ تَعالى، وتحليتِهِ بذكرِ الله سُبحانَه وتَعالى.(3)

أمّا تحلية النفسِ بالصفات الكاملة، كالتّوبة والتّقوى والاستقامةِ والصدقِ والإخلاصِ والزهدِ والورعِ والتوكلِ والرضا والتسليمِ والأدبِ والمحبةِ والذكرِ والمراقبة… فللصّوفية بذلكَ الحظّ الأوفرُ من الوِراثة النبويّة، في العلمِ والعمل.

قد رفضوا الآثامَ والعيوبا   وطهَّروا الأبدانَ والقلوبا

وبلغوا حقيقة الإيمان         وانتهجوا مناهج الإحسان(1)

وقال الإمام “الغزالي” رحمهُ اللهُ تَعالى مخبراً عن أهميةِ السلوكِ في طريقِ القَوم: (الدخولُ مع الصّوفية فرضٌ عَين، إذ لا يخلو أحدٌ من عَيب إلا الأنبياء عليهم صلواتُ الله وسلامُه عليهم).(2)

وقال الشيخ “أبو الحسن الشاذلي” رحمهُ الله تَعالى: (مَن لَم يتغلغَل في عِلمنا هذا ماتَ مُصراً على الكبائرِ وهو لا يشعُر). وفي هذا القولِ يقولُ “ابن علاَّم الصديقي”: (ولقد صدقَ فيما قال- يعني أبا الحسن الشاذلي- فأيّ شخص يا أخي يَصوم ولا يعجَب بصومِه؟ وأي شخصٍ يُصلي ولا يُعجب بصلاتِه؟ وهكذا سائرُ الطَّاعات(.

(3) النصرة النبوية للشيخ مصطفى إسماعيل المدني، على هامش شرح الرائية للفاسي، ص 26.

(1) الفتوحات الإلهية على هامش شرح الحكم لابن عجيبة.

(2) إيقاظ الهمم في شرح الحكم، لابن عجيبة، ص 7.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *